الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **
س أَبو غُلَيظ. أَخبرنا أَبو موسى إِجازة، أَخبرنا أَبو بكر محمد بن أَبي نصر اللفتواني، أَخبرنا خال والدي روح بن محمد، أَخبرنا أَبو علي بن شاذان في كتابه، أَخبرنا أَبو بكر محمد بن العباس بن نَجِيح، أَخبرنا إِسماعيل بن إِسحاق الرقي، أَخبرنا عن أَبي عبد الله بن معاوية الجمحي، قال: سمعت أَبي يحدّث عن أَبيه عن أَبي غليظ. أُمية بن خلف الجُمَحي قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى يدي صُرد، فقال: هذا أَول طير صام عاشوراءَ. قال إِسماعيل: كان عبد الله من ولد أَبي غليظ. أَخرجه أَبو موسى، والحديث مثل اسمه غليظ ! ب د ع أَبُو الغَوثِ بن الحُصين الخثعمي. كان من العرج. روى عثمان بن عطاء، عن أَبيه، عن أَبي الغوث بن حُصَين: أنه سأَل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحج عن الميت? قال: "نَعَم، يُحَج عنهُ". قال: يا نبي الله، إِن كان عليه صوم? قال: "يُصَامُ عنهُ". قال: "وَالصَدَقَةُ أَفضَلُ مِنَ الصيَامِ". أَخرجه الثلاثة. د ع أَبو فَاخِتَةَ. ذُكر في الصحابة ولا يثبت. روى عنه ثابت أَبو المقدام. أَخبرنا الخطيب أَبو الفضل بن أَبي نصر بن محمد بإِسناده عن أَبي داود الطيالسي: حدثنا أَبو عمر بن ثابت بن المقدام، عن أَبيه، عن أَبي فاختة قال: قال علي: زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبات عندنا، والحسن والحسين نائمان، فاستسقى الحسن، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قربة لنا، فجعل يعصرها في القدح، ثم جاءَ يسقيه، فتناوله الحسين ليشرب، فمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأَ بالحسن فقيل: يا رسول الله، كأَنه أَحبهما إِليك? فقال: " لا. وَلَكِنهُ استسقى أول مرة". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا فاطمة، إني وإياك وهذين وهذا الراقد- يعني علياً- في مكان واحد يوم القيامة". وروي من حديث عبد الملك الذماري، عن هشام بن محمد بن عُمَارة، عن عمر بن ثابت عن أَبيه، عن أَبي فاختة، ولم يذكر علياً في الإِسناد. أَخرجه ابن منده، وأَبو نُعَيم. س أَبُو فَاطِمَةَ الأَنصاري. ذكره أَبو حفص بن شاهين. روى خالد بن الهَياجِ، عن أَبيه عن أَبَان، عن أَنس بن مالك: أَن أَبا فاطمة الأَنصاري أَتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرنا بعمل نستقيم عليه ونعمله. قال: "عَلَيكَ بِالصَوُمِ، فإنه لاَ مِثلَ لَة". أَخرجه أَبو موسى. س أَبو فَاطِمَةَ الإِيادًي. أَخبرنا محمد بن أَبي بكر المديني، فيما أَذِنَ لي، أَخبرنا أَبو سهل قتيبة بن محمد بن أَحمد بن عبد الرحمن الكسائي، أَخبرنا شجاع بن علي، أَخبرنا عمر بن عبد الوهاب، حدثنا أَبو سعيد النسائي محمد بن يونس، أَخبرنا أَبو العباس محمد بن محمد بنِ سعيد بن بالويه، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، أَخبرنا محمد بن بكار، أَخبرنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن أَبي عمران الجوني، عن أَبي فاطمة الإِيادي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَيسَ بِحَكِيم مَن لم يُعَاشِر بِالمعرُوفِ مِن لاَ بُد مِن مُعَاشَرَتِهِ، حَتى يَجعَلُ الله عَز وَجَل لَهُ مِن ذَلِكَ مَخْرَجاً. أَخرجه أَبو موسى. ب د ع أَبُو فَاطِمَة الدوسِي. وقيل: الأَزدي. وقيل الليثي. وقيل: الضمري. قيل: اسمه عبد الله، قاله أَبو عمر. وفيه نظر.
سكن الشام، وانتقل إِلى مصر، واختلط بها داراً. وقيل: إِن أَبا فاطمة الأَزدي شامي، وِإن أَبا فاطمة الليثي مصري. وقال ابن يونس: الأَزدي يقال له: الليثي، وهو الدوسي، شهد فتح مصر. روى عنه كثير بن كليب، وإياس بن أَبي فاطمة. روى مسلم بن عقيل مولى الزبير، عن عبد الله بن إياس بن أَبي فاطمة الدوسي، عن أَبيه، عن جده قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالساً، فقال: "مَن يُحبُ أَن يَصِح فَلاَ يسقم"? فابتدرناها، قلنا: نحن يا رسول اللّه، وعرفناها في وجهه. فقال: "أَتُحِبونَ أَن تكونوا كالحمر الصالة"? قالوا" لا يا رسول الله. قال: "ألا تحبون أن تكونوا أصحاب بلاء وأصحاب كفارات? فو الذي نفسي بيده إن الله ليبتلي المؤمن بالبلاء، فما يبتليه إلا لكرامته عليه، إن الله قد أنزل عبده بمنزلة لا يبلغها بشيء من عمله، دون أن ينزل به شيئاً من البلاء، فيبلغه تلك المنزلة". روى هذا الحديث في هذه الترجمة أَبو نعيم وأَبو عمر، وذكر له أبو عمرُ أَيضاً حديث السجود عن الحارث بن يزيد، عن كثير الأَعرج، عن أَبي فاطمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أَكثروا مِنَ السجودِ. . ." الحديث، وذكره بعد هذه الترجمة. وأَما ابن منده فلم يورد له حديثاً، إِنما قال: روى عنه كثير بن مرة، وأَبو عبد الرحمن الحبلي، وروى كلام ابن يونس الذي ذكرناه. أَخرجه الثلاثة، وقولهم "دوسي" و "أَزدي" واحد فإِن دوساً بطن من الأَزد. وقد تقدم في أنيس بن أَبي فاطمة، وفي إِياس بن أَبي فاطمة مِنْ ذكره أَتم من هذا. د ع أَبو فَاطِمَةَ الضَمري. وقيل: الأَزدي. عداده في المصريين. روى عنه كثير بن مرة، وأَبو عبد الرحمن الحبلي، قاله أَبو نعيم. وقال ابن منده: أَبو فاطمة الضمري. وروى له حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أيكم يحب أن يصبح"? وأما أَبو نُعيم فروى حديث الصحة في الترجمة الأولى، وحديث السجود في هذه الترجمة. أَخبرنا يحيى بن محمود بن سعد إِجازة بإِسناده إِلى ابن أَبي عاصم قال: حدثنا محمد بن مظفر، حدثنا محمد بن المبارك، أَخبرنا الوليد بن مسلم، أَخبرنا ابن ثوبان، عن أَبيه، عن مكحول، عن أَبي فاطمة أَنه قال: يا رسول الله، حدثني بعَمَل أَستقيمُ عَلَيه وأَعمله. قال: "عَلَيكَ بالجهاد في سبيل الله، فإنه لا مثل له". قال: يا رسول الله، حدثني بعمَل أَستقيم عليه وأَعمله. قال: "عَلَيكَ بالهجرة فإنها لا مثل لها". قال: يا رسول اللّه، حدثْنِي بعَفل أَستقيم عليه وأَعمله. قال:َ "عَلَيكَ بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة، وحط عنك بها خطيئة". أَخرجه ابن منده وأَبو نُعَيم. قلت: قد ذكر أَبو نعَيم في هذه الترجمة فقال: إِنه ضمري. وقيل: أَزْدي. وروي له حديث السجود الذي رواه أَبو عمر في ترجمة أَبي فاطمة الدوسي، كما ذكرناه قبل. وروى ابن مندَه لهذا حديثَ الصحة الذي رواه أَبو نعَيم وأَبو عمر في ترجمة الدوسي، إِلا أَن أَبا نُعَيم قال في الدوسي- وذكره بعد الضمريَا- فقال: فصله بعض المتأَخرين- يعني ابن منده- وهو المتقدم. فَبِرىءَ بهذا من الردَ عليه، وهما واحد. والحق مع أَبي عمر وأَبي نعَيم، وقد ذكره ابنُ أَبي عاصم وذَكَر له حديث السجود، وحديث "أيكم يحب أن يصح?"، جعلهما أَيضاًواحداً، والله أَعلم. وقد ذكر أَبو موسى حديث أَي فاطمة، وقوله للنبي: "أخبرنا بعمل نستقيم عليه"، وذكر السجود حسب، وجعله في ترجمة أَبي فاطمة الأَنصاري، فلا أدري من أَين له هذا? ولا شك أَنه غلط من بعض الرواة، والله أَعلم. د أبو فَالِج الأَنْمَاري. أَدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأَكل الدم في الجاهلية. روى عنه محمد بن زياد الأَلهاني الحمصي مرقوفاً. وقد ذكره أَحمد بن حنبل في مسنده، وروى عنه ما يدل على أنه لم يصحب، والحديث مذكور في أَبي عنَبةَ الخولاني، فليطلَب منه. أَخرجه ابن منده. س أَبو الفحمِ بن عمرو. أَورده جعفر وقال: رَوَى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند أحجار الزيت، وقال: قاله لي أبو علي بسمرقند. أخرجه أبو موسى مختصراً. ب د ع أبو فراس الأسلمي. قيل: اسمه ربيعة بن كعب. روى عنه محمد بن عمرو بن عطاء، وأَبو عمران الجوني. روى إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عُبَيد الله، عن محمد بن عمرو بن عطاءِ، عن أَبي فراس الأَسلمي أَن فَتى منهم كان يلزم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: "اسلني أُعطك". قال: ادع الله أَن يجعلني معك يوم القيامة. قال: "إني فاعِل، فَأعني عَلَى نفسِكَ بِكَثرَةِ السجُودِ". قاله ابن منده وأَبو نُعَيم، وقال أَبو عمر: "أَبو فراس الأَسلمي له صحبة".ِ قيل: إنه ربيعة بن كعب الأَسلمي، ولا خلاف أَن ربيعة بن كعب يكنى أَبا فراس، فمن جعلهما اثنين قال: أَبو فراس الأَسلمي، في أَهل البصرة. روى عنه أَبو عمران الجَوني. وأَبو فراس ربيعة بن كعب الأَسلمي. حجازي، كان خادماً للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أَهل الصفة. فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل على بَريد من المدينة، ولم يزل بها حتى مات بعد الحرة، سنة ثلاث وستين. روى عنه محمد بن عمرو بن عطاءِ، وأَبو سلمة بن عبد الرحمن. قال: والأَغلب أَنهما اثنان. أَخرجه الثلاثة. ع س أَبو فروَةَ الأشَجَعي. عداده في الكوفيين. روى عبد العزيز بن مسلم، عن أَبي إسحاق، عن أَبي فروة قال: قَدمتُ المدينةَ فأَتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، علمني شيئاً أَقوله إِذا أَويت إِلى فراشي. قال: اقْرَأ: "قل يا أيها الكافرون""فإنها براءة من الشرك" ورواه جماعة من أَبي إسحاق، فقالوا: فروة بن نوفل، عن أَبيه. ورواه أَبو مالك الأشجعي عن عبد الرحيم بن نوفل بنِ عَتاب الأَشجعي. وهوَ وهم. أَخرجه أَبو نعيم وأبو موسى. ب أَبو فروَةَ مولى عبد الرحمن بن هشام. كان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الواقدي عند أَنه قال: قسم أَبو بكر- رضي الله عنه- قسماً، فقسم لي كما قسم لمولاي. أَخرجه أَبو عمر ب د ع أَبو فُرَيعة السلَمي. عداده في أَهل الحجاز. وقيل: هو أَسلمي. روى الحسن بن يعقوب بن خالد بن رفاعة بن أَبي فُرَيعة، عن أَبيه يعقوب بن خالد، عن أَبيه، عن جده رفاعة، عن أَبي فُرَيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افترق الناس عنه يوم حنين، وصبرت معه بنو سُلَيم: "لاَ نَسَى الله لَكم يَا بَنِي سُلَيم هَذَا اليوم". قيل: اسم أَبي فُرَيعة كنيته. أَخرجه الثلاثة. ع س أَبُو فَسِيلَةَ. أَخبرنا محمد بن عمر المديني كتابة، أَخبرنا الحسن بن أَحمد بن عبد الله، أَخبرنا محمد بن محمد، أَخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي، أَخبرنا أَبو بكر بن أَبي شيبة، أَخبرنا زياد بن الربيع اليَحمدي، عن عباد بن كثِير الشامي، عن امرأَة معهم يقال لها "فَسِيلة"، قالت: سمعت أَبي يقول: سأَلت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أَمن العصبية أَن يحب الرجل قومه? قال: "لاَ، وَلَكِن مِنَ العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم" وقيل في اسمها: "حصيلة" بدل "فسيلة". وقيل: إِن أَباها واثلة بن الأَسقع. أَخرجه أَبو موسى وأَبو نُعَيم. قلت: فسيلة- بالفاءِ والسين- هي بنت واثلة بن الأَسقع، لاشبهة فيه. ب د ع أَبو فُضَالة الأَنصاري. شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه فضَالة. أَخبرنا يحيى بن أَبي الرجاءِ الثقفي بإِسناده عن أَبي بكر بن أَبي عاصم: أَخبرنا أَبو بكر بن أَبي شيبة، عن الحسن الأَشيب، أَخبرنا محمد بن راشد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن فضالة بن أَبي فضالة أَنه قال: خرجتُ مع أَبي إِلى ينبع عائداً لعلي بن أَبي طالب رضي الله عنه، وكان مريضاً بها، فقال له أَبي: ما يقيمك بهذا المنزل، ولو مت لم يَلِكَ إلا أَعراب جهينة! احتَمِل إِلى المدينة، فإِن أَصابك أَجلك وليك أَصحابك وصلوا عليك. وكان أَبو فضالة من أَهل بدر، فقال: إِني لست بميت من وجعي هذا، إن النبي صلى الله عليه وسلم عهد إِلي أني لا أَموت حتى أُضرَبَ، ثم تخضب هذه من هذه، يعني لحيته من دم هامتَه. وقتل أَبو فضالة معه بصفين سنة سبع وثلاثين. أَخرجه الثلاثة. ب أبو فكنهةَ، مولى بني عبد الدار. يقال: إِنه من الأَزد. أَسلم قديماً بمكة، وكان يعذب ليرجع عن دينه فيمتنع، وكان قوم من بني عبد الدار يخرجونه نصف النهار في حر شديد، وفي رجله قيد من حديد، ويلبس ثياباً ويبطح في الرمضاءِ، ثم يؤتى بالصخرة فترضع على ظهره حتى لا يعقل، فلم يزل كذلك حتى هاجر أَصحابُ النبي صلى الله عليه وسلم إِلى الحبشة الهجرة الثانية، فخرج معهم. وقال ابن إِسحاق والطبري: هو مولى صفوان بن أُمية بن خلف الجُمَحِي. أَسلم حين أَسلم بلال، فأَخذه أُمية فربَطَه في رجله، وأَمر به فجز، ثم أَلقاه في الرمضاءِ، ومَر به جُعَل، فقال: أَليس هذا ربك? فقال: الله ربي وربك. فخنقه خنقاً شديداً، ومعه أَخوه أُبي بن خلف، يقول: زده عذاباً. فلم يزالوا كذلك حتى ظنوه قد مات، فمر به أَبو بكر فاشتراه فأَعتقه، قال: وقيل: إِن بني عبد الدار كانوا يعذبونه، وكان مولى لهم فَعذَبوه حتى دَلَع لسانه، ولم يرجع عن دينه وهاجر، ومات قبل بدر. أَخرجه أَبو عمر. أبو فروة حدير السلمي. له صحبة. عداده في أَهل الشام. روى عنه عثمان بن أَبي العاتكة، وبشر مولى معاوية، والعلاءُ بن الحارث. ذكر ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن أبي عمرو الأَزدي، عن بشير مولى معاوية قال: سمعت عَشَرَة من أَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أَحدهم حدير أَبو فوزة، يقولون إِذا رأَوا الهلال: اللهم اجعل شهِرنا الماضي خير شهر، وخير عاقبة، وأَدخل علينا شهرنا هذا بالسلامة والإِسلام، وبالأمن و الإِيمان، والمعافاة والرزق الحسن. أَخرجه أَبو عمر وقال: قال: بعضهم: اسمه "فروة" وهو تصحيف وَخطأ، والصواب ما ذكرناه. ب د ع أَبو الفيل الخزَاعي. له صحبة ورواية. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا ماعزاً بعد أن رجم". روى عنه عبد الله بن جُبَير، وكلاهما له صحبة. أَخرجه الثلاثة. د ع أَبُو القَاسِم الأَنصاري. روى يزيد بن هارون، عن حُمَيد، عن أَنس قال: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالبقيع، فنادى رجل رجلاً: يا أَبا القاسم. فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لم أَعنك يا رسول اللّه، إِنما عنيت فلاناً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي". وروى سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: ولد في الحي غلام، فسماه أَبوه القاسم، فقلنا لأبَيه: لا نكنيك أَبا القاسم ولا ننعمك عينا. فأَتى أَبوه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سم ابنك عبد الرحمن". أَخرجه ابن منده وأَبو نُعَيم. ب د ع أَبُو القَاسِم مولى أَبي بكرِ الصديق. روى عنه أَبو الجهم الكوفي أَنه قال: لما فتحت خيبر أكل الناس الثوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أكل من هذه البقلة فلا يقربن مسجدنا حتى يذهب ريحها من فيه". أَخرجه الثلاثة. ب س أَبُو القَاسِم. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه بكر بن سوادة . أَخرجه أَبو عمر وأَبو موسى، وقال أَبو عمر: لا أَدري أَهو هذا أَم هذا أَم هو أَبو القاسم مولى زينب بنت جحش، أَو هو غيرهما?. ب ع س أَبُو قَتَادَةَ الأَنصَاري، اسمه الحارث بن رِبعي بن بلدَمة بن خُنَاس بن عُبَيد بن غنم بن كعب بن سَلِمةَ بن سعد الأَنصاري الخزرجي السلمِي. فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: اسمه النعمان، قاله الكلبي، وابن إِسحاق. وقد ذكرناه فيهما، والحارث أَكثر. وأمه كبشة بنت مطهر بن حَرَام بن سَوَاد بن غنم بن كعب بن سَلِمة. اختلف في شهوده بدراً، فقال بعضهم: كان بدرياً. ولم يذكره ابن عقبة، ولا ابن إِسحاق في البدريين. وشهد أُحداً وما بعدها من المشاهد كلها. أَخبرنا الحسين بن يوحن بن أَتويَه بن النعمان الباوري اليمني نزيل أَصفهان، وأَبو العباس أَحمد بن عثمان بن أَبي علي قالا: حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الواحد النيلي، أَخبرنا أَبو القاسمِ الخليلي، أَخبرنا أَبو القاسم علي بن أَحمد الخزاعي، حدثنا أَبو سعيد الشاشي، حدثنا أبوعيسى محمد بن عيسى: أَخبرنا حسين بن محمد، أَخبرنا سليمان بن حرب، أَخبرنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن بكر بن عبد الله المزني، عن عبد الله بن رَبَاح، عن أَبي قتادة: أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان إِذا عرس بليل اضطجع على شقه الأَيمن، لم إذا اضطجع قبيل الصبح نَصب ذراعه ووضع رأسه على كفه. وروى عبد الله بن أَبي قتادة، عن أَبيه قال: أَدركني النبي صلى الله عليه وسلم يوم ذي قَرَد فنظر إِلي وقال: "اللهم، بارك في شعره وبشره". وقال: "أفلح وجهك". قلت: ووجهك يا رسول الله. قال: "قتلت مشعدة"? قلت: نعم. قال: "فَمَاذَا اَلذِي بِوَجهِكَ"? قلت: سهم رميت به. قال: "اَذنُ". فدنوت، فبصق عليه، فما ضَرَب عَلَي قط ولا فَاح. أَخرجه أَبو عمر، وأَبو نعيم، وأَبو موسى. وتوفي سنة أَربع وخمسين بالمدينة، في قول. وقيل: توفي بالكوفة في خلافة علي، وصلى عليه علي فكبر سبعاً. وروى الشعبي أَن علياً كبر عليه ستاً. قال: وكان بدرياً. وقال الحسن بن عثمان: توفي سنة أَربعين، وشهد مع علي مشاهده كلها. قلت: مسعدة الذي قتله أَبو قتادة هو مسعدة بن حكمة بن مالك بن حُذَيفة بن بدر الفَزَاري، ومن ولده عبد الله وعبد الرحمن ابنا مسعدة، ولي عبد الله الصائفة لمعاوية، وولى عبد الرحمن الصائفة لعبد الملك. ع س أَبُو قُتَيلَةَ. مختلف في صحبته. أَورده الحضرمي، وابن أَبي عاصم، والطبراني في الصحابة. أَخبرنا أَبو الفرج بن محمود كتابة بإِسناده عن القاضي أَبي بكر أَحمد بن عمرو قال: حدثنا عمرو بن عثمان، أَخبرنا بقية بن الوليد، عن بَحِير بن سعد، عن خالد بن معدَان، عن أَبي قُتَيلة أَن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال للناس في حجة الوداع: "لا نبي بعدي، ولا أمة بعدكم، فاعبدوا ربكم، وأقيموا خمسكم، وأعطوا زكاتكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا ولاة أمركم، ثم ادخلوا جنة ربكم عز وجل". رواه غير واحد عن أَبي قتيلة هكذا . وقال البخاري : "أَبو قتيلة ، عن ابن حوالة . روى غه خالد بن معدان " . أَخرجه أَبو موسى ، وأَبو نُعَيم . ب أَبًو قُحَافَةَ والدُ أَبي بكر الصديق . واسمه: عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرَشي التيمي. له صحبة أَسلم يوم الفتح، ومات في المحرم سنة أَربع عشرة. وقد تقدم ذكره في عثمان أَتم من هذا. أَخرجه أَبو عمر. أَبو قحَافَةَ بنُ عَفِيف المُرًي. يقال: إِن له صحبة. قاله الحافظ أَبو القاسم بن عساكر الدمشقي، ذكره هكذا مختصراً وقال: سكن دمشق. س أَبُو قُدَامَةَ الأنَصاري. أَورده ابن عُقَدَةَ. أَخبرنا أَبو موسى إِذناً، أَخبرنا الشريف أَبو محمد حمزة بن العباس العَلَوِي، أَخبرنا أَحمد بن الفضل الباطرقاني، أَخبرنا أَبو مسلم بن شهدل، أَخبرنا أَبو العباس أَحمد بن محمد بن سعيد، حدثنا محمد بن مفضل بن إِبراهيم الأشَعري، أَخبرنا رجاءُ بن عبد الله، أَخبرنا محمد بن كثير، عن فطر بن الجارود، عن أَبي الطفيل قال: كنا عند علي رضي الله عنه، فقال: أَنشُدُ الله تعالى من شهد يوم غَدِير خم إِلا قام. فقام سبعة عشر رجلاً، منهم أَبو قدامة الأَنصاري، فقالوا: نشهد أَنا أَقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، حتى إِذا كان الظهر خَرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فأمر بشجرات فَشُددن، وأُلقِيَ عليهن ثوب، ثم نادى: الصلاة. فخرجنا فصلينا، ثم قام فحمد الله تعالى وأَثنى عليه، ثم قال: "يا أيها الناس، أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأني أولى بكم من أنفسكم"? يقول ذلك مراراً. قلنا: نعم، وهو آخذ بيدك يقول: "مَن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من وللاه وعاد من عاداه" ثلاث مرات. قال العدوي: أَبو قدامة بن الحارث شهد أُحداً، وله فيها أثر حسن، وبقي حتى قُتِل بصفين مع علي، وقد انقرض عقبه. قال: وهو أَبو قدام بن الحارث من بني عبد مناة، من بني عبيد قال: ويقال: هو أَبو قدامة بن سهل بن الحارث بن جُعدبة بن ثعلبة بن سالم بن مالك بن واقف. أَخرجه أَبو موسى. ب د ع أَبو قرَاد السلمي. أَخبرنا يحيى بن أَبي الرجاءِ كتابة، بإسناده إِلى أَبي بكر بن أَبي عاصم قال: حدثنا محمد بن المثتى، أَخبرنا عبيد بن واقد القيسي قال: حدثني يحيى بن أَبي عطاء الأَزدي قال: حدثني عُمَير بن يزيد- هو أَبو جعفر الخطمِي"عن عبد الرحمن بن الحارث، عن أَبي قُرَاد السلَمِي قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا بطَهُور، فغمس يده فيه فتوضأ، فتتبعناِه فحسَوناه، فلما فرغ قال: "ما حملكم على ما صنعتم"? قلنا: حُب الله ورسوله. قال: "فإن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم، وأصدقوا إذا حدثتم، وأحسنوا جوار من جاوركم". أَخرجه الثلاثة ب ع س أَبُو قِزصَافَةَ الكِنَانِي، اسمه جندَرة بن خَيشَنَةَ بن مرة الكناني. له صحبة ونزل الشام، وسكن عسقلان. وقد تقدم في الجيم. أَخبرنا يحيى بن محمود، أَخبرنا أَبو القاسم الشحامي، أَخبرنا أَبو سعد، أَخبرنا أَبو سعد، أَخبرنا أَبو بكر الطًرَازي، حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأَشعث، أَخبرنا أَيوب بن علي العسقلاني، أَخبرنا زياد بن سيار، عن بنت أَبي قرصافة، أَخبرنا أَبُو قرصافة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم، لا تفضحنا يوم القيامة، ولا تخزنا يوم القيامة" أَخرجه أَبو نعيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى. أبو قرةَ بن مُعَاوِيَةَ بن وهبِ بن قيس بن حجر الكندي. وفد إِلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شريفاً. قاله هشام بن الكلبي. د أَبو قُرَيع. قال: كنت تحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته. روى حديثه طالب بن قريع، عن أَبيه، عن جده. أَخرجه ابن منده. أبو قطبة واسمه: يزيد بن عمرو بن حَدِيدة بن عمرو بن سَوَاد بن غنم بن كعب بن سَلِمَة الأَنصاري الخزرجي السلَمِي. أَسلم قديماً، وشهد العقبة وبدراً. أَخبرنا أَبو جعفر بإِسناده عن يونس، عن ابن إِسحاق، في تسمية من شهد العقبة من سَوَاد بن غنم بن كعب بن سَلِمَةَ: "ويزيد بن عمرو بن حَدِيدَةَ". ونسبه كما ذكرناه أَولاً هِشَامُ بنُ الكلبي. ع س أَبو قُعَيس، عم عائشةَ زوج النبي- صلى الله عليه وسلم- من الرضاعة. وقيل: أَبوها. أَخبرنا أَبو موسى كتابه، أَخبرنا الحسن بن أَحمد، حدثنا أَبو نعيم، حدثنا أَبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن مرزوق، حدثنا محمد بن بكر، عن عباد بن منصور، عن القاسم بن محمد قال: حدثني أَبو قعيس أَنه أَتى عائشة يستأذن عليها، فكرهت أَن تأذنَ له، فلما جاءَ النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول اللّه، جاءَني أَبو قُعَيس فلم آذن له. قال: "لِيدخُل عَلَيكَ عمكِ". قالت: يا رسول الله، إِنما أَرضعتني المرأَة ولم يرضني الرجل? قال: "إنهُ عمكِ فليدخل عَلَيكِ". وكان أَبو قعيس أَخاً ظِئرِ عائشة، وقد ذكرنا الاختلاف فيه في أَفلح. أَخرجه أَبو نُعَيم وأَبو موسى. ب د ع أَبو القمراءِ. عداده في الكوفيين. روى عنه شريك أَنه قال: كنا في مسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم حلَقاً، إِذ خرج علينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من بعض حُجَره، فنظر إِلى الحِلَق، فجلس إِلى أَصحاب القرآن وقال: "بِهَذَا المجلس أمرت". أَخرجه الثلاثة. د ع س أبو قَيس الأَنصَاري . توفي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. أَخبرنا أَبو موِسى إِجازة، أخبرنا أَبو غالب، أَخبرنا أَبو بكر محمد بن عبد الله ح قال أَبو موسى: وأخبرنا الحسن، أَخبرنا أَبو نعيم قالا: أَخبرنا سليمان بن أَحمد، أَخبرنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أَبي مريم، أَخبرنا محمد بن يوسف الفريابي، أَخبرنا قيس بن الربيع، عن أَشعث بن سوار، عن عَدي بن ثابت، عن رَجُل من الأَنصار قال: توفي أَبو قيس- وكان من صالحي الأَنصار- فخطب ابنهُ امرأَته، فقالت: أَنا أَعدكَ ولداً، وأَنت من صالحي قومك. ولكن أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَاَستَأمِرَه، فأتت رسولَ فقالت: إن أَبا قيس تُوُفي- فقال لها خيراً- وِان ابنه قيساً يخطبني، وهو من صالحي قومه، وأَنا كنت أعده ولداً? قال لها: "أرجَعِي إِلَى بَيتِكِ"، فنزلت هذه الآية: قال أَبو نعيم: حدثنا أَبو عمرو، عن الحسن بن سفيان، أَخبرنا جبارة، أَخبرنا قيس، نحوه. أَخرجه أَبو نُعَيم، وأَبو موسى. ب أَبُو قَيس صرمَةَ بن أَبي أَنس بن مالك بن عَدي بن عامر بن غنم بن النجار. هذا قول ابن إِسحاق. وقال قتادة، أَبو قيس بن مالك بن صفرة. وقيل: مالك بن الحارث. وقول ابن إِسحِاق أَصح? قال ابن إِسحاق: وكان رجلاً قد تَرهبَ في الجاهلية، ولبس المُسُرح، وفارق الأوثان، واغتسل من الجنابة، وهم بالنصرانية ثم أَمسك عنها، ودخل بيتاً له فاتخذه مسجداً، لا يدخل عليه فيه طامث ولا جُنُب. وقال: أَعبد ربَّ إِبراهيم. فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أَسلم، فحسُنَ إِسلامه، وهو شيخ كبير، وكان قوالاً بالحق، معظماً لله في الجاهلية. وكان يقول في الجاهلية أَشعاراً حِسَاناً يعَظَم الله فيها، فمنها: الطويل أوصيكم بالله والبـر والـتـقـى ** وأعراضكم، والبـر بـالـلـه أول
فإن قومكم سادوا فلا تحسدونـهـم ** وإن كنتم دون أهل الرباسة فاعدلوا
وإن نزلت إحدى الدواهي بقومكـم ** فأنفسكم دون العشيرة فاجعـلـوا
وإن يأت غرم قادح فارفـقـوهـم ** وما حملوكم في الملمات فاحملـوا
وإن أنتم أملقـتـم فـتـعـفـفـوا ** وإن كان فضل الخير فيكم فأفضلوا وله أَشعار كثيرة حسان، فيها حكم ووصايا، ذكر بعضها ابن إِسحاق. أَخرجه أَبو عمر. ب س أَبُو قَيس، صَيفِي بن الأسلَتِ الأنصاري، أَحد بني وائل بن زيد: هرب إِلى مكة فكان فيها مع قريش إِلى عام الفتح، وقد ذكرناه في الصاد. وقال الزبير بن بكار: أَبو قَيس بن الأَسلت، اسمه الحارث. وقيل: عبد الله. قال: واسم الأَسلت: عامر بن جُشَم بن وائل بن زيد بن قَيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأَوس. وفيه نظر. والصحيح أَنه لم يُسلم، ومثله نسبه ابن الكلبي. وقيل: إِنه أَراد الإِسلام لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأَراد الإِسلام، لقيه عبد الله بن أَبيّ ابن سلول رأسُ المنافقين، فقال له: لقد لُذتَ من حربنا كل مَلاَذ، مَرة تحالف قريشاً، ومرة تُريد تَتبع محمداً! فغضب أَبو قيس وقال: لا جرم لا اتبعتُه إِلا آخرَ الناس. فزعموا أَنه لما حضره الموتُ بعث إِليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "قل: لا إله إلا الله، أشفع لك بها يوم القيامة". فسُمِعِ يقولها. وقيل: إِن أَبا قيس سأَل النبي صلى الله عليه وسلم: إِلامِ تدعو? فذكر له، فقال: ما أَحسن هذا! أنظر في أَمري، وأَعود إٍليك. فلقيه عبد الله بن أبي، فقال: من أَين? فذكر له النبي في صلى الله عليه وسلم، وقال: هو الذي كانت أحبارُ يهودَ تخبرنا عنه. وكاد يسلم، فقال له عبد الله: كرهت حَزبَ الخزرج? فقال: والله لا أُسلم إِلى سَنة. ولم يعد إِلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فمات قبل الحول، على رأس عشرة أَشهر من الهجرة. وقيل: إِنه سُمِع عند الموت يوحد الله تعالى. أَخبرنا أَبو موِسى إِجازة، أخبرنا أَبو غالب، أَخبرنا أَبو بكر محمد بن عبد الله ح قال أَبو موسى: وأخبرنا الحسن، أَخبرنا أَبو نعيم قالا: أَخبرنا سليمان بن أَحمد، أَخبرنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أَبي مريم، أَخبرنا محمد بن يوسف الفريابي، أَخبرنا قيس بن الربيع، عن أَشعث بن سوار، عن عَدي بن ثابت، عن رَجُل من الأَنصار قال: توفي أَبو قيس- وكان من صالحي الأَنصار- فخطب ابنهُ امرأَته، فقالت: أَنا أَعدكَ ولداً، وأَنت من صالحي قومك. ولكن أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَاَستَأمِرَه، فأتت رسولَ فقالت: إن أَبا قيس تُوُفي- فقال لها خيراً- وِان ابنه قيساً يخطبني، وهو من صالحي قومه، وأَنا كنت أعده ولداً? قال لها: "أرجَعِي إِلَى بَيتِكِ"، فنزلت هذه الآية: قال أَبو نعيم: حدثنا أَبو عمرو، عن الحسن بن سفيان، أَخبرنا جبارة، أَخبرنا قيس، نحوه. أَخرجه أَبو نُعَيم، وأَبو موسى. ب أَبُو قَيس صرمَةَ بن أَبي أَنس بن مالك بن عَدي بن عامر بن غنم بن النجار. هذا قول ابن إِسحاق. وقال قتادة، أَبو قيس بن مالك بن صفرة. وقيل: مالك بن الحارث. وقول ابن إِسحِاق أَصح? قال ابن إِسحاق: وكان رجلاً قد تَرهبَ في الجاهلية، ولبس المُسُرح، وفارق الأوثان، واغتسل من الجنابة، وهم بالنصرانية ثم أَمسك عنها، ودخل بيتاً له فاتخذه مسجداً، لا يدخل عليه فيه طامث ولا جُنُب. وقال: أَعبد ربَّ إِبراهيم. فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أَسلم، فحسُنَ إِسلامه، وهو شيخ كبير، وكان قوالاً بالحق، معظماً لله في الجاهلية. وكان يقول في الجاهلية أَشعاراً حِسَاناً يعَظَم الله فيها، فمنها: الطويل أوصيكم بالله والبـر والـتـقـى ** وأعراضكم، والبـر بـالـلـه أول
فإن قومكم سادوا فلا تحسدونـهـم ** وإن كنتم دون أهل الرباسة فاعدلوا
وإن نزلت إحدى الدواهي بقومكـم ** فأنفسكم دون العشيرة فاجعـلـوا
وإن يأت غرم قادح فارفـقـوهـم ** وما حملوكم في الملمات فاحملـوا
وإن أنتم أملقـتـم فـتـعـفـفـوا ** وإن كان فضل الخير فيكم فأفضلوا وله أَشعار كثيرة حسان، فيها حكم ووصايا، ذكر بعضها ابن إِسحاق. أَخرجه أَبو عمر. ب س أَبُو قَيس، صَيفِي بن الأسلَتِ الأنصاري، أَحد بني وائل بن زيد: هرب إِلى مكة فكان فيها مع قريش إِلى عام الفتح، وقد ذكرناه في الصاد. وقال الزبير بن بكار: أَبو قَيس بن الأَسلت، اسمه الحارث. وقيل: عبد الله. قال: واسم الأَسلت: عامر بن جُشَم بن وائل بن زيد بن قَيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأَوس. وفيه نظر. والصحيح أَنه لم يُسلم، ومثله نسبه ابن الكلبي. وقيل: إِنه أَراد الإِسلام لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأَراد الإِسلام، لقيه عبد الله بن أَبيّ ابن سلول رأسُ المنافقين، فقال له: لقد لُذتَ من حربنا كل مَلاَذ، مَرة تحالف قريشاً، ومرة تُريد تَتبع محمداً! فغضب أَبو قيس وقال: لا جرم لا اتبعتُه إِلا آخرَ الناس. فزعموا أَنه لما حضره الموتُ بعث إِليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "قل: لا إله إلا الله، أشفع لك بها يوم القيامة". فسُمِعِ يقولها. وقيل: إِن أَبا قيس سأَل النبي صلى الله عليه وسلم: إِلامِ تدعو? فذكر له، فقال: ما أَحسن هذا! أنظر في أَمري، وأَعود إٍليك. فلقيه عبد الله بن أبي، فقال: من أَين? فذكر له النبي في صلى الله عليه وسلم، وقال: هو الذي كانت أحبارُ يهودَ تخبرنا عنه. وكاد يسلم، فقال له عبد الله: كرهت حَزبَ الخزرج? فقال: والله لا أُسلم إِلى سَنة. ولم يعد إِلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فمات قبل الحول، على رأس عشرة أَشهر من الهجرة. وقيل: إِنه سُمِع عند الموت يوحد الله تعالى.
وقال أَبو موسى: أَبو قيس الجهني، شَهِدَ الفتحَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره الحافظ أَبو عبد الله في ترجمة أَبي قيس بن الحارث، وخلط بينهما وخبط. قلت: هذا قولهما في ابن منده، ولقد ظلماه، فإِنهما غاية ما نَقِما عليه أَنه لم يفصل بين الترجمتين: السهمي والجهني، إِما بقلم غليظ أَو ببياض، وهذا ليس بشي، فهو إِن كان كما ذكره فلا وهم فيه، وقد ذكرنا لفظه سواءَ في الترجمتين، ليظهر عذره، وأَنه لم يَغلط. على أَن الذي عندي من نسخ كتابه عدة نُسَخ صِحَاحِ، قد جعل الترجمتين منفصلتين، كل واحدة منهما منفردة عن صاحبتها، وجعل الاسم من الترجمتين بقلم غليظ، لمِ إنما أَبو نعيم لم ير في النسخة التي عنده فصلآ بين الترجمتين، فحمل الأَمر على أَنهما واحدة، وأَنه خلط، فذكره ليفتح ذكرُهُ لما له عنده من الكراهة. ثم جاءَ أَبو موسى فتبعه ولم ينظر، إلا فالكتاب الذي لابن منده لا حجة عليه فيه، وكلامه الذي ذكرناه يدل عليه، فإِنني نقلت كلامه آخر ترجمة السهمي منفرداً، وفي أَول ترجمة الجهني ليظهر عُذره. أَبو قَيس بن المُعَلى بن لوذَانُ بن حارثة بن زيدِ بن ثعلبة بن عَديً بن مالك بن جُشَم بن الخزرج، بظن من الأنصار معروف. شهد بدراً. قاله ابن الكلبي. د ع أَبُو قيس، سَمِع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مَا مِن خطوة أحب إلي من خطوة إلى صلاة". رواه عمرو بن قيس، عن أبيه، عن جده. ويقال: اسمه بشير بن عمرو. أَخرجه ابن مندَه، وأَبو نعيم. ب د ع أَبُو القَين، آخره نون هو الحَضرَمي. قيل: اسمه نَصر بن دهرِ، قاله أَبو عمر. وقال أبو نعيم وابن منده: أَبو القَين الخزَاعي. روى يحيى بن حماد، عن حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن أبي القين قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم ومعي شيء من تمر، فأهوى النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ منه قبضة ينثرها بين يدي أصحابه، فضم طرف ثوبه إلى صدره. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "زَادَكَ اللهُ شُخا". وقد روى هدبة بن خالد، عن حماد وقال: أبو القين الأسلمي. وقال: إن عمه أراد أن يأخذ من التمر ليجعله بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. أخرجه الثلاثة. د أبو القين الخزاعي. قال: وقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عنه أسيد بن ثمامة. تقدم ذكره. أخرجه ابن منده ترجمة ثانية غير الذي قبله، والعجب منه أنه نسبه في الترجمتين خزاعياً، فلو جعل الأولى حضرمياً والثانية خزاعياً، لكان له عذر. وأما أبو نعيم وأبو عمر فلو يخرجا غير واحد، لعلمهما أنه واحد، والله أعلم. ب د ع أَبو كَاهل الأَحمَسي. ويقال: البَجَلي. قاله أَبو عمر. وقال أَبو نُعَيم: الأَحمَسِي. اختلف في اسمه فقيل: قيس بن عَائذ وقيل: عبد الله بن مالك. له صحبة ورواية، كان إِمام قومه، يعد في الكوفيين، مات زمن الحجاج. أَخبرنا أَبو القاسم يعيش بن صَدقة بن عَلِي الفقيه بإسناده عن أَبي عبد الرحمن النسَائي: حدثنا يعقوب بن إِبراهيم، أَخبرنا ابن أَبي زائدة، عن إِسماعيل بن أَبي خالد، عن أَخيه، . هو سعيد . عن أَبي كاهل الأَحمَسِي قال: رأَيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على ناقة، وَحَبَشي ممسك بِخطَامِها. أَخرجه الثلاثة. وقال أَبو عمر: "وقد ذكر أَبو كاهل ولم ينسب. وذكر له حديث طويل منكر، تركنا ذكره". ب ع س أَبُو كبشَةَ الأَنمَاري.أَنمار مَذحِج. وقال ابن عيسى في تاريخ حمص، فيمن نزلها من الصحابة: أَبو كبشة الأَممَاري. اختلفوا علينا فيه، فمنهم من قال: من أَنمار غَطَفان. ومنهم من قال: من لَخم. وجعله أَبو أَحمد العسكري من أَنمار بن بَغِيص بن رَيث بن غَطَفان. وجعله ابن أَبي عاصم من أَنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث. واختلف في اسمه فقيل: عمرو بن سعد. قاله خليفة، وقيل: سعد بن عمرو. وقال أَبو نعيم: اسمه سليم. روى عنه عمرو بن رؤية، وسالم بن أَبي الجعد. روى إِسماعيل بن عياش، عن عمر بن رؤبة، عن أَبي كبشة الأَنماري قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خيركم خيركم لأهله"
أَخبرنا غير واحد بإسنادهم عن أَبي عيسى: حدثنا حُميد بن مَسعدَةَ، أَخبرنا محمد بن حمرَان، عن أَبي سعيد. وهو عبد الله بن بسر.قال: سمعت أَبا كبشة الأَنماري يقول: كانت كِمَامُ أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بطحاً. أَخرجه أَبو نعَيم، وأَبو عُمَر، وأَبو موسى. ب د ع أَبو كَبشَةَ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. أَخبرنا أَبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إِسحاق، في تسمية من شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني هاشم: "وأَبو كَبشَةَ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم". وذكره موسى بن عقبة أَيضاً في أَهل بدر. قال ابن هاشم: هو من فارس وقال غيره: هو من مُولدي أَرض دَوس. وقيل: من مولدي مكة. ابتاعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتقه واسمه سُليم، قاله أَبو عمر. وتوفي سنة ثلاثة عشرة في اليوم الذي وَلى فيه عمر بن الخطاب الخلافةَ. وقيل: توفي في خلافة. عمَر سنة ثلاثة وعشرين في العام الذي توفي فيه عروة بن الزبير. وقد ذكرناه في سُلَيم. أَخرجه الثلاثة. قلت: ذكر أَبو عمر أَن هذا أَبا كبشة اسمه سُلَيم، وذكر أَبو نُعيم أَن سُلَيماً اسم أَبي كبشة الأَنماري، والله أَعلم. س أبو كبير الهذلي الشاعر. ذكر عن أبي اليقظان أنه أسلم، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أحل لي الزنا. فقال: "أتحب أن يؤتى إليك مثل ذلك"? قال: لا. قال: "فارض لأخيك ما ترضى لنفسك". قال: فادع الله أن يذهب ذلك عني. قال: وقد قال حسان يذكر ذلك: البسيط سالوا نبيهم ما ليس معـطـيهـم ** حتى الممات وكانوا عرة العرب أَخرجه أَبو موسى.
|